السياحة في اسطنبول

جزيرة بركاز هي الثالثة من حيث المساحة بين سلسلة الجزر ويتميز بشكلها الشبه الدائري، حيث يقدر طول وعرض الجزيرة بحوالي 2 كم. تقع الجزيرة على مسافة حوالي 9 اميال من ميناء اسطنبول، و 3 اميال من الشريط الساحلي للجناح الاسيوي (الاناضول). 

غالبية سكان الجزيرة ومنذ العهود القديمة هم الروم، ومع بداية القرن ال"20" بدا الاثرياء الاتراك الانتقال والاستقرار في الجزيرة،وزاد عددهم بشكل ملحوظ  في الجزيرة. كان عدد سكان الجزيرة حسب احصاء عام 1930 حوالي 1000 مواطن شتاءا وحوالي 2000 مواطن صيفا، وارتفع عدد السكان الى 2311 مواطنا في احصاء عام 1990، الا ان عدد السكان تراجع الى 1578 في احصاء عام 2000. اما في الصيف فان عدد سكان الجزيرة يصل الى حوالي 15000 مواطن

في الاعوام بين 1950 و1960 بدا بعض من رجال الاعمال والاثرياء اليهود التوجه الى الجزيرة والاستقرار فيها، مما ادى الى تزايد اسعار المنازل والاراضي في الجزيرة بشكل سريع  . وابتداءا من الساحل المقابل لجزيرة هيبالي، بدا انشاء الفلل والمنازل السكنية. ومع مرور الزمن تم انشاء الجوامع واماكن العبادة و المنتجعات السياحية التي اصبحت عناصر ذات مكانة مهمة في الجزيرة

تعتبر كنيسة آياياني ذات التاريخ العريق معلما حضاريا مهما في الجزيرة. حيث تم انشائه في عام 867 وتم اعادة ترميمها في عهود مختلفة، واقد اخذت شكلها الحالي بعد ترميمات عام 1896. عندما تنزل(احدعشر درجة ) الى قبو الكنيسة،تجد هناك سجنا. يروى انه كان هناك راهبا اسمه ميثوديوس قد حبس في مكان الكنيسة، ثم بعد اخلاء سبيله تم بناء الكنيسة وتعيينه راهبا فيها. اقترن اسم الجزيرة في التاريخ بعدة اسماء، لعل من اشهرها انتيكوني، كاستروم، باناموس، دير هيريتوس، مشفى سانت جورجيس النمساوي، والتي تمثل اهم الاثار البارزة في الجزيرة. بالاضافة الى ذلك فان عين ماء ايوس لوانيس التي يقدسها الارثودوكس، تعتبر من الاماكن التي يوصى بزيارتها. وكذلك مصحة جزيرة برغاز التي انشئت عام 1928 واحدة من اولى المصحات التي انشئت في اسطنبول، المسجد الجامع الوحيد في الجزيرة تم انشائه عام 1953 في الذكرى ال 500 لفتح القسطنطينية (اسطنبول).

فقدت جزيرة برغاز غطائها الشجري عندما اندلعت الحرائق المدمرة في غاباتها عام 2003، الا ان بلدية برغاز وبالتعاون مع المؤسسات المتفرقة، بدات حملة تشجير في الجزيرة والتي بدات خطوة بخطوة تعطي ثمارها واثبتت مدى ادلاء السكان الاهمية لتشجير الجزيرة. يوجد في الجزيرة تلة واحدة فقط بارتفاع  170م من مستوى سطح البحر والتي كانت تعرف سابقا ب هيريتوس وتسمى اليوم ب (بيراق تبة) اي تلة الراية، وتعطي هذه التلة فرصة فريدة لمراقبة جمال الطبيعة والساحل. ولعل ان مزارلك برنو (راس المقبرة) وصخرة الكالبزان القريبة من دير هيريتوس التي تمثل ذروة جمال الطبيعة في الجزيرة هي من الماكن التي يجب عدم ترك الجزيرة دون رؤيتها.   

وقد وصف الرحالة التركي المشهور الولي جلبي الجزيرة في معجمه (سياحتنامة) قائلا: " لها قلعة صغيرة تطل على الساحل ذات اربع زوايا، وقد بنيت فوق صخور متينة، يقدر عرضها ب "10" اميال ولها تربة خصبة، فيها حوالي 300 منزلا ذا بستان تسقى من ابار ذات مياه حلوة.وتوجد فيها المعز والارانب بكثرة، كما ان غاباتها واسعة لا تعد ولا تحصى اشجارها. غالبية سكانها من الروم، ولها كنائس معمورة، وسكانها في الغالب من اصحاب السفن

يعتبر سعيد فائق اباسيانيك، احد رواد كتابة الرواية في الادب التركي، احد اهم رموز الجزيرة. حيث تم تحويل بيته الى متحف، واعطاء اسمه الى الساحة المؤدية الى المرسى، تخليدا واحتراما لهذا الكاتب الكبير. وتعود الاهمية الاخرى لجزيرة "برغاز" بالنسبة لاستانبول من انشاء اول حديقة حيوانات فيها.