جزيرة هيبلي جزيرة السرج
جزيرة هيبلي جزيرة السرج
جزيرة هيبلي ( جزيرة السرج)
تعتبر جزيرة هيبلي ثاني اكبر جزر اسطنبول بعد بيوك ادا (الجزيرة الكبيرة) ويقدر طولها بحوالي 2.7 ميلا وعرضها بحوالي1.2 ميلا. تبعد عن الشريط الساحلي للمالتبة2.5 ميلا. سميت الجزيرة في القدم بعدة اسماء مثل دمونيسوس وهالكي، وسميت بجزيرة هيبلي نسبة الى شكلها الذي يشبه السرج المفروش على الارض اذا ما نظرت اليها من بعيد.
جزيرة هيبلي التي تقع وسط مجموعة الجزر، لم تحو حتى القرن 19 سوى على قرية للصيادين و ثلاث اديرة. ومع ابتداء رحلات النقل البحري عام 1846 بدا عدد السكان يزداد بشكل متصاعد حيث كان عدد سكانها قبل ان بداية رحلات النقل البحري حوالي 800 وازدادت عدد سكانها مع وصول النقل البحري نحو 2000 مواطنا. في نفس القرن وبتواريخ قريبة من بعضها تم انشاء مدرسة الرهبان التي تعتبر المدرسة العليا الوحيدة للارثودوكس وكذلك انشاء مدرسة الين التجارية والتي تعتبر اول مدرسة مختصة بتعليم التجارة في تركيا وكذلك المدرسة البحرية لعبت هذه المدارس دورا فعال في احياء الجزيرة. حيث قام الاغنياء من الروم في اسطنبول وخاصة بعد هذه التطورات بانشاء قصور ومساكن ومحلات الاستضافة، ومع زيادة عدد الروم في الجزيرة، اصبح طابع اللهو محسوسا في الجزيرة، وفي عام 1887 تم تعيين البابا ياني كاول رئيس للبلدية في جزيرة هيبلي وفي نفس العام تم ايصال خط للتلغراف الى الجزيرة.
ومع ابتداء رحلات النقل البحري تزايدت اهتمام الاتراك لهذه الجزيرة، ففي تلك الاعوام قام عباس حلمي باشا ببناء قصروسماه باسمه، مما ادى هذه الى احياء المناطق المجاورة للقصر. وفي عام 1894 تعرضت الجزيرة الى خسارة كبيرة نتيجة حدوث زلزال مدمر، وقبل ان تزول اثار الزلزال من الجزيرة تعرضت امبيلة والتي تعتبر من اهم ورواد اماكن اللهو في الجزيرة الى حريق كبير حرقته كليا. واثناء الحرب العالمية الاولى حالها حال العالم، مرت الجزيرة بايام عصيبة، حيث تم في عام 1915 اغلاق مدرسة الين التجارية، ثم بعد مدة من الزمن تم تحويل بناية المدرسة الى ماوى (دار) ايتام للبنات.
تعتبر فتح العيادة الطبية للاورام في الجزيرة من اهم الاحداث في الجزيرة بعد اعلان الجمهورية حيث اصبحت الجزيرة بعيادتها مصدر امل للمصابين بالاورام ، وحازت الجزيرة مكانا خاصا في ذاكرة سكان القرن ال 20 لاسطنبول. وفي عام 2005 صدر قرار باغلاق عيادة الاورام في الجزيرة ،دافنا معها ذكريات المئات من الاشخاص امثال الشاعرين الكبيرين ايهان ايجة ورفعت ايلغاز. واثناء الحرب العالمية الثانية نقلت المدرسة البحرية الى مدينة مرسين وذلك بسبب الظروف الامنية انذاك.و في تلك الاعوام ترك كل من الطلاب والعاملين الذين كانوا يعملون في المدرسة البحرية، تركوا الجزيرة مما سبب ذلك الى انعزال الجزيرة. بعد الحرب العالمية الثانية ومع عودة المدرسة البحرية الى الجزيرة عام 1946 استعادت الجزيرة حيويتها كما كانت ايام الماضي. بعد احداث 6-7 ايلول 1955 التي حدثت في اسطنبول هاجر قسم كبير من الروم الى اليونان مما ادى الى فقدان الجزيرة لحيويتها من جديد. بعد عام 1980 ومع بداية سكان اسطنبول الهجرة الى الجزيرة عاشت الجزيرة تضخما سكانيا كبيرا وتحولت حالها حال بقية احياء اسطنبول الى منطقة سكنية.
تل دايرمن (تل الطاحونة) من اهم تلال الجزيرة حيث تبلغ ارتفاعه 136 م. ويمثل تل طاش اوجاغي الجناح الممتد لتل دايرمن ويبلغ ارتفاعه 128م. ويمثل تل اوميت الذي يحتضن مدرسة الرهبان وارتفاعه 85م ، وتل ماكارينوس نسبة الى دير ماكارينوس المنشا عليها وارتفاعه 98م، بقية التلال الموجودة على الجزيرة، يحتوي الجزيرة على اربع مرافئ وهي على التوالي مرفا البحرية، مرفا مندريك، مرفا خليج راس دايرمن، ومرفا جام. ومرفا جام التي كانت تعرف باسم مرفا السانت ماريا، تعتبر اكبر مرفا على الجزيرة، وبطبيعتها الخلابة والرائعة، تستحق ان تعد من عجائب الطبيعة. وبين الاشجار على يمين مرفا الجام توجد دير ترك الدنيا الذي انشئ اول مرة عام 1868 وبعد الزلزال المدمر عام 1894 اعيد انشائه من الاخشاب. وبالاضافة الى ذلك توجد في الجزيرة دير ايا يوركي المنشا عام 1758، كنيسة الام مريم التي انشئت عام 1341 من قبل ايونانيس بالايولوغوس الخامس، وغيرها من اماكن العبادة العئدة للروم والتي يمكن زيارتها. اما عين ماء ايا ايوفاميا التي تعتبر من القيم التاريخية للجزيرةفتقع في الجنوب الشرقي
للمدرسة البحرية
تبدا الحيوية في جزيرة هيبلي مع بداية قدوم السواح والمصطفين الى الجزيرة. حيث تستطيع التعرف على الجزيرة
والتجول بركوب عربات الحصن وكذلك ركوب الحمير والخيول. ولعل من اهم المشاهير من الذين ارتادوا وقضوا قسما كبيرا من حياتهم في هذه الجزيرة، هو الاديب التركي الكبير حسين رامي الذي تشكل الجزيرة بالنسبة مكانا خاصا. ووفاءا لهذا الديب الكبير تم نصب تمثال له في الحديقة المقابلة للمرسى. وكذلك تحويل بيته في دايرمن تبة الى متحف. و اغنية "بيز هر كيجة هيبليدة مهتابا جيكاردك" اي (كنا نصعد ال مهتب كل ليلة) التي غناها ياسر عاصم ابن اخ الكاتب احمد راسم الذي قلده السلطان عبدالحميد وسام السلطان عبدالمجيد الثاني لتاليفه كتابه المناقب الاسلامية والمدفون في الجزيرة، تعتبر من الثراث الثقافي للجزيرة. وتجد ذكر جزيرة هيبلي بين سطور الادباء الكبار امثال عزيز نسين الذي قضى طفولته فيها، والاديب زياد سامي اوغلو الذي توفي عام 2000 واوصي بدفنه في الجزيرة.
التعليقات (0)